الثلاثاء، 18 أغسطس 2009

عايزة أنام


لأني مؤمنة بأهمية القراءة في كل شيء في حياتنا، كان طبيعي وأنا مقدمة على أهم وظيفة في حياتي أن أقرأ كثيرا في التربية ، بحثت طويلاً في مكتبات مصر المحروسة عن كتاب يحوي معلومات عملية وليس مجرد مجلد به معلومات نظرية بحتة وطلبي هذالم أجده في كتبنا المصرية فركزت بحثي على الكتب الأجنبية المترجمة للعربية ، وأخيراً وجدت ما أبحث عنه في كتاب ل"د.سبوك بعنوان " موسوعة العناية بالطفل " الجميل في الكتاب انه شامل لكل ما يتعلق بالطفل صحياً وسلوكياً ونفسياً من الولادة وحتى عندما يبلغ 11 عاماً وبه اجابة عن كل الأسئلة التي قد تتبادر لذهن منه هي في "سنه أولي أمومة
فكرة قراءة كتاب كانت غريبة لمن حولي وكنت اسمع تعليقات مثل " يابنتي كتب ايه انتي فاكرة ان انتي اللي هتربيه ، ده هو اللي هيربيكي :)" ،"نظام ؟! كان غيرك اشطر"وغيرها من عبارات تثبيط الهمم . لكني لم أتأثر بكلامهم وقلت لهم " بكره نشوف " و"جه بكرة واتعاملت مع الواقع العملي وطبعاً نسيت الكتاب ونسيت الدنيا لكن بمجرد ما بدأت استعيد صحتي ورجعت لي ذاكرتي بدأت استرجع ما قرأته من معلومات وبدأت في تطبيقة
الموضوع كان كوميدي كأني معايا لعبة جديدة وكاتالوج ، لو استمر بالصراخ افتح الكتاب ، شيء في الرضاعة ، اقرأ باب الرضاعة ،" قيء مستمر؟! " اجري على الكتاب ، وغيرها من الحاجات اللي بتحصل للأطفال في البداية
الحقيقة القراءة فرقت معايا كتير في كل حاجة ، لكن نيجي لأهم موضوع يؤرق أي أم والحقيقة مش الأم بس لكن كل من في البيت وهو النوم ...لم أجد في الكتاب اجابه لسؤالي " هو ليه الأطفال الرضع بيناموا بالنهار وبيصحوا بالليل " وبقى يعدي عليا أيام أحس فيهم اني عشت 3 أيام في يوم واحد،وساعات كتير ببقى نفسي أنام بس من كتر التعب مش قادرة وحتى لو قررت أنام و هو نايم باليل خلاص ساعتي البيولوجية مش بس اتغيرت لأ دي اتدمرت تدمير شامل ، لو سولت لي نفسي ونمت يقوم من النوم ليمارس الوظيفة الوحيدة التي يعرفها في حياته وطبعاً واجب الأمومة بيفرض نفسه واصحى وانسي النوم وهو ومزاجه ممكن يرضع وينام زي الملاك وأحياناً يفضل صاحى ومعرفش هو عايز إيه بالظبط وياسلام بقى لو بيصرخ يعني قلة نوم وتعب أعصاب كمان لأني مببقاش عارفة هو ماله بيقولوا ان دي حاجة هعرفها مع الوقت وهعرف ان كل صرخة ليها معنى معين بس الحقيقة حاسه ان دي لغة صعبة قوي

صحيح الموضوع متعب لكن مش هنكر ان تجربة الأمومة من أمتع ما يكون كفاية احساسي وهو بيستمد غذاءه مني واحس اني بقدمله حاجة مفيش حد غيري يقدر يقدمهاله ، ولما يصرخ وأقربه مني يسكت ويبقى زي الملاك ، أو لما أضمه واشم أجمل رائحة على وجه الأرض ،وفي عز تعبي وأراقبه وهو نايم وأشوف ضحكته اللي زي الملايكة ساعتها بنسى كل التعب وبشكر ربنا على هديته"اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر

الاثنين، 3 أغسطس 2009

بقيت ماما رسمي


من يوم ما شرفت وأنا نفسي أمسك القلم وأكتب وأول ما جت الفرصة مش عارفة أكتب كلمة ، أكتب عن إيه ولا إيه ؟ عن احساسي وانت بتحاول تطلع للحياة بأقصى ما عندك وأنا بحاول أتحمل الألم ومقدرش، وكل محاولة منك كانت تقابلها صرخة تترجم كل اللي أنا حاسه بيه..عن محاولاتي لكتم الألم لأني شايفة نظرات القلق في عين حبيبي..عن الوقت اللي كان يمر ببطء وأنا بسأل كل دقيقة الساعة كام ؟ عشان ينتهي الالم وأشوفك ..عن دموعي وأنا أتوسل لحبيبي يخرج لأني شايفاه بيتألم وأنا واثقة انه لولا انه كان بيحاول يقويني كان بكى زي الأطفال

عدت ساعات وانا أتحمل وبدعى أني أقدر أولد طبيعي..فضلت اتحمل الألم ساعات في سبيل اني اشوفك بمجرد انتهاء الولادة ، لكن القدر بقى ..اضطررت بعد الانتظار اجراء عملية قيصرية ، لكن تعرف الحمد لله اني حسيت بطلق الولادة وحسيت بيك وانت بتحاول تخرج ..حسيت قد ايه انت قوي لكن انا مكنتش بقوتك دي ،احساسي ده خلاني اعرف ان الامومة دي مش بالساهل وان زي ما انت حاولت تخرج للحياة بقوة لازم أحافظ عليك بنفس القوة، عرفت ليه دي اسمى علاقة على وجه الأرض.



لكن تعالي هنا يا استاذ من أولها كده بتاخد قرارات من دماغك مش كان ميعادنا اخر الشهر ليه كده تعملها فجأة وتقرر انك هتنور الدنيا قبلها بأسبوع ..طيب انا ماشي هتحمل لكن ليه كده تتعب الناس معانا من الفجر.

عارف لما شفتك بصيتلك كتير ورد فعلى كان غريب أو ده كان رأي اللي حواليا ، قلت لنفسي" سبحان الله" ده "انت يعني "كان في بطني " ؟ انت اللي كنت بتتحرك في أحشائي ..أنا شايفاك قدامي ...ياااه انت مسئول مني ..طيب ياترى هقدر .. وبعدين أنا حاسه اني لسه طفلة أساساً إزاي أنا مسئولة عن طفل ...ببص لحبيبي " ده باباك بالمناسبة " فرحان بيك وخايف عليا قوي لكن تعرف بقى نظراته وأنا شايلاك كلها غيره..كتير بقوله أنا حاسه اني جبتلك أخ مش ابن ..بس معلش بكره الغيره دي تقل لما يعرف انك مش هتاخدني منه وان اهتمامي بيه مش هيقل زي ما هو فاكر بالعكس ده هيزيد لأني محتاجاله أكتر من الأول


تعرف ان أخر فترة في الحمل كانت صعبه قوي ولولا وجوده جمبي في كل لحظة كان ممكن انتحر ، معرفش كنت بعيط كتير من غير سبب، حاسه ان حياتي مرة واحدة اتغيرت ، حاجات كتير بحبها مبقتش بعملها،كنت خايفة ان المسئولية تخنقني وحياتنا تبقى روتينية مملة ، كنت خايفة أبقى في نظرة مجرد زوجة وأم لابنه ووسط جو المسئوليات ينسى اني حبيبته

لكن وجوده جمبي خلاني أحس ان دي أجمل فترة في حياتي لما كان كل لحظة يقولي " بحبك " ولما كان كل مايغيب شوية يرجع ويقولي " وحشتيني " و"ربنا يخليكي ليا " ولما يقولي " انتي أجمل حاجة حصلتلي في حياتي " ولما ايديه تحضن ايدي وهو ماشي يقولي " متقسيش على نفسك مش هو بس اللي محتاجلك أنا كمان محتاجلك، لما يقعد يسمعني وعلى وشه ابتسامه حتى وأنا عارفة ان دماغة فيها مليون حاجة، غير قلة نومه لأنه مش متعود ينام غير في سريره لكنه فضل انه يكون جمبي وعرف قد ايه انا محتاجاله وحاجات تانية كتير مش هعرف احكيهالك لأنها بتتحس ، وأكيد لما تكبر وتحب هتفهم أكتر..

ايه ده معلش عارفة اني اتكلمت عنه كتير والمفروض اني هنا أكتب عنك انت ، لكن لما تكبر وتعرفه أكتر هتعذرني ..وجعت دماغك مش كده :) نورت حياتي يا عمر ،